تعد الدعوة النجدية التي تأسست على يد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب من الدعوات الإصلاحية التي ظهرت عبر تأريخ الأمة, وقد بدت آثارها واضحة في بلاد متعددة.
ولما كان لكل دعوة خطاب تتميز به ويعبر به عنها كان للدعوة النجدية من يحمل علومها ويظهر خصائصها, ومن ذلك كتابة تأريخها وبيانه للناس, وقد تصدى عدد من المؤرخين لذلك الشأن, ومن أشهرهم الشيخ حسين بن أبي بكر بن غنام (ت 1225 هـ), حيث يمثل تأريخه المسمى بـ “روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام” أهمَّ ما كتب في تأريخ الدعوة وهو المرجع لكثير ممن جاء بعده.
وقد وجهت له انتقادات متعددة, ومن أهم تلك الانتقادات ما تعلق بتاريخ الدعوة وعلاقتها بمحيطها الذي نشأت فيه, ومن وراء ذلك مشروعية وجودها, ومن ذلك أيضًا ما يتعلق بخطاب الدعوة وما وصف به من تشدد ومبالغة في التكفير.
هذا الكتاب: يجيب على أهم تلك الإشكالات الواردة على خطاب الشيخ وعلماء الدعوة من بعده, من خلال وضعه في سياقه التأريخي، والوقوف على أهم المقولات التأسيسية التي يدور حولها الخلاف.
نقد نقض الرسالة التدمرية
ر.س14.00كتاب التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية، واحد من أجلِّ وأهم الكتب العقدية، وقد أظهر فيه تناقضات الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، فكتب أحد المعاصرين كتابا سماه “نقض التدمرية” فجاء هذا الكتاب بعنوان “نقد نقض الرسالة التدمرية” ليجلي للقارئ الاغاليط التي في كتاب نقض التدمرية، ويكشف الأكاذيب التي فيه، بمنهجية علمية صحيحة.
حيث تتبع الكتاب تفنيد التراهات التي أثارها المنتقد حول مسائل مهمة منها متابعة شيخ الإسلام ابن تيمية، على سنن السلف المتقدمين؛ بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله من صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين، من غير تمثيل ولا تكييف، ومن غير تحريف ولا تعطيل، سواءٌ كانت صفات ذاتية أو فعلية.
وأخباره سبحانه وتعالى عباده ليتعقلوا ذلك، ويفهموا معناه، من خلال “القدر المشترك المطلق العام الكلي” في الأذهان، الذي به يفهم الخطاب، ويحصل به التعبد من العباد، والذي يتخصص في الخارج والأعيان عند الإضافة والتقييد، فيرتفع الاشتراك، وينتفي التمثيل.
وتوضيح متابعة سعيد فوده، طريقة الأشاعرة المتأخرين، من إثبات الصفات المعنوية إثباتًا عقليًا صرفًا غير متوقف على الأدلة النقلية، وتأويل الصفات الخبرية والفعلية، وحسبان إثباتها تجسيمًا وتشبيهًا، وحملها على صفتي الإرادة والقدرة. وأنكر الاشتراك في أصل المعنى، وأثبت الاشتراك اللفظي فقط.
وتوضيح اعتمد شيخ الإسلام في جميع تقريراته، وسجالاته على ناطق الكتاب، وصحيح السنة، وفهم السلف الصالح، والتزم في مجادلاته الأدب القرآني “بالتي هي أحسن”، ونأى عن المهاترات والطعن في النيات.
وتوضيح اعتمد سعيد فودة على تقريرات أئمة المتكلمين، القائمة على “النظر العقلي”. وخلت جميع تقريراته وسجالاته من الأدلة الشرعية. واستعمل أسلوب القذف والتهكم والتخوين.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.