تتغير مطالب الناس وتكثر النوازل مع تغير العصور؛ فتمس الحاجة إلى إعادة النظر في الاجتهادات السابقة، فيما مضت فيه أحكام الفقهاء أو استحداث اجتهادات جديدة فيما نزل من وقائع لم تدركها الاجتهادات السابقات، هنا تتجلى حاجة الأمة إلى المجتهد الذي تملَّك آلة النظر في الأدلة، وملكة فهم الوقائع، وتقدير المستجدات، وحكمة تنزيل الأحكام في منازلها المناسبة أو الملائمة لها مع حفظ المصالح التي هي دليل المناسبة والملائمة، إلا أن الملاحِظ للساحة العلمية يجد أن هذا الباب وَلَج فيه مَن ليس مِن أهله، وأفتى في دين الله بغير علم؛ مما ترتب عليه ضلال من اتبعه في دينه وخسارته في دنياه.
وفي الرجوع إلى الضوابط والقواعد التي وضعها العلماء في علم أصول الفقه عصمة من الزلل في هذا الباب، فهي مقياس توزن بها الآراء المختلفة.
هذا الكتاب: يلامس ضرر غياب المنهج الأصولي على الفقه والفتيا؛ والوقوف عند مواطن الخلل ومفاصل الافتراق الناشئ عن غياب المنهج العلمي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.