معرفة الله: فطريةٌ بديهيةٌ ضروريةٌ لا تحتاج إلى نظر واستدلال، فهي في غاية الوضوح والبيان، ساطعة البرهان، إلا أن حولها تدور رحى الإلحاد والملحدين، من غير حجة ولا سلطان مبين، ولا تفسير واضح مقنع للشعور الفطري الذي يلح في داخل كل إنسان.
فالإلحاد ليس أصلًا في البشرية، ولا يمكن أبدًا أن يكون أصلًا؛ لذلك لا يعرف التاريخ أمة من الأمم مسلمة كانت أو غير مسلمة مضت على الإلحاد؛ وإنما يسقط في هذه الهُوَّة أفراد يقلون أو يكثرون في كل عصر من العصور نتيجة لعوامل مختلفة، منها: انتحال الفلسفة التي لا تؤمن بالفطرة مصدرًا للمعرفة وتستكبر من نسبة عظمة هذا الكون بتفاصيله إلى واحد أحد، أو شيوع المظالم والكوارث وعجز العقول الصغيرة عن تفسيرها والجمع بينها وبين حكمة الخالق ولطفه ورحمته.
وفي عصرنا الحاضر ظهرت هذه العوامل وغيرها؛ مما أظهر للملحدين صوتًا أوجب كبته بالحجة والبرهان. في هذا الكتاب نصيب من هذا الجلاد مع أعداء أنفسهم وأعداء الله والمؤمنين، ممن حملوا على عواتقهم نشر الإلحاد وترويجه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.